في أول رد فعل رسمي.. الأسد يتهم اردوغان باستغلال الانقلاب في تركيا لتنفيذ "أجندته المتطرفة"

الرئيس بشار الأسد

21.07.2016 | 18:55

قال الرئيس بشار الأسد, يوم الخميس, ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استخدم الانقلاب في بلاده من أجل تنفيذ "أجندته المتطرفة" والتي تشكل خطرا على تركيا وعلى المنطقة بما فيها سوريا, منتقدا الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية خلال الأيام الماضية على خلفية الحادثة.

وأوضح الأسد, في مقابلة مع وكالة ( برنسا لاتينا ) الكوبية, أن "المجتمع هو القضية الرئيسية عندما يتزعزع استقرار البلد.. وبصرف النظر عمن سيحكم تركيا ومن سيكون الرئيس ومن سيكون قائد تركيا فهذه قضية داخلية.. ونحن لا نتدخل ولا نرتكب مثل هذا الخطأ بالقول بأن على أردوغان أن يرحل أو يبقى.. هذه قضية تركية.. وعلى الشعب التركي أن يتخذ القرار بذلك الشأن".

وقامت مجموعة من الجيش التركي, مساء الجمعة الماضي, بانقلاب عسكري للسيطرة على الحكم في تركيا ، ونجحت في السيطرة على عدة مرافق في الدولة واحتلت  بعض الشوارع الحيوية ، الا ان الحكومة استطاعت ضبط الوضع واخمدت حركة التمرد, بحسب تصريحات لمسؤولين حكوميين اتراك, و بحسب الإحصائيات الأخيرة، أدت محاولة الانقلاب إلى مقتل 208 أشخاص وجرح حوالي 1500 آخرين بين المدنيين والقوات الحكومية التركية.

وبخصوص الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية على خلفية محاولة الانقلاب,  بيّن الأسد "عندما بدؤوا بمهاجمة القضاة وعزلوا أكثر من 2700 قاض من مناصبهم وأكثر من 1500 أستاذ جامعي وأكثر من 15000 موظف في قطاع التعليم.. ما علاقة الجامعات والقضاة والمجتمع المدني بالانقلاب… إذا.. هذا يعكس نوايا أردوغان السيئة وسلوكه السيئ ونواياه الحقيقية حيال ما حدث لأن التحقيق لم ينته بعد.. كيف اتخذوا القرار بعزل كل أولئك الناس… إذا ..فقد استخدم الانقلاب من أجل تنفيذ أجندته المتطرفة وهي أجندة الأخوان المسلمين داخل تركيا.. وهذا خطير على تركيا وعلى البلدان المجاورة لها بما فيها سوريا".

واتخذت تركيا سلسلسة اجراءات وخطوات في اطار ملاحقة المتورطين بالانقلاب, اهمها اعلان حالة الطوارئ في تركيا لمدة 3 اشهر، بدا تنفيذه اليوم, فضلا عن حملة اعتقالات طالت افرد الجيش من مختلف الرتب بالاضافة لعزل  كبار الموظفين وقضاة ورؤساء جامعات ومحافظين من مهامهم .

وعن الوضع الميداني, وصف الأسد الوضع في حمص منذ غادرها المسلحين قبل أكثر من عام بأنه "أفضل من قبل وأكثر استقرارا".

وأضاف الأسد "كان هناك بعض ضواحي مدينة حمص تسلل إليها الإرهابيون.. وهناك الآن عملية مصالحة في تلك المناطق وبموجبها إما أن يتخلى الإرهابيون عن أسلحتهم ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية ويمنحوا عفوا من الحكومة.. أو أن يغادروا حمص إلى أي مكان آخر في سوريا"..

وبخصوص الوضع  في حلب, أشار الأسد إلى أن الوضع "مختلف" لأن الأتراك وحلفاءهم كالسعوديين والقطريين "خسروا معظم أوراقهم في ميادين المعارك في سوريا وبالتالي فإن الورقة الأخيرة بالنسبة لهم.. خصوصا بالنسبة لأردوغان.. هي حلب".

وتشهد مدينة حلب، قصفاً شبه يومي، يخلف ضحايا، ودماراً في المدينة، في حين تعيش الهدنة الشاملة المعلنة منذ 27 شباط الماضي، "انهيارا وشيكا" في ظل تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية , حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.

واتهم الأسد اردوغان "بالسعي مع السعوديين لإرسال أكبر عدد ممكن من الإرهابيين الذين يقدر عددهم بأكثر من خمسة آلاف, الذين قدموا من تركيا إلى حلب خلال الشهرين الماضيين للاستيلاء على المدينة لكنهم فشلوا, لكن الجيش حقق تقدما في حلب وضواحيها من أجل تطويق الإرهابيين".

وتتهم الحكومة السورية دول عربية وأجنبية بدعم أحداث العنف والصراع في البلاد في مقدمتها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وقطر, وتزويد مجموعات مسلحة بالمال والسلاح, في حين تتهم دول وأطياف من المعارضة إيران وحزب الله بالقتال إلى جانب الجيش النظامي.

 

واعتبر الأسد أن "أولوية الجيش تتمثل أولا وقبل كل شيء في محاربة "داعش" و"النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام".

ووصف الأسد الحرب على سوريا بأنها " حرب شاملة", لا تقتصر على "دعم الإرهابيين",  بل بدفع الدول التي دعمت مسلحين إلى "ضرب الاقتصاد وتدمير البنى التحتية "

وكان ااسد اشار, خلال مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز" الأمريكية, نشرت منذ ايام الى التقدم  الكبير الذي احرزه الجيش في الاونة الاخيرة  في المناطق السورية, مبينا ان " دعم روسيا غيَّر موازين القوى في مكافحة الإرهاب", كما تمنى   أن ينظر التاريخ اليه "كرجل حمى بلاده من الإرهاب".

أما عن دور الأمم المتحدة، أوضح الأسد "يمكن للحديث عن دور الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أن يكون مضللا لأن الأمم المتحدة تشكل الآن في الواقع ذراعا أميركية يستطيعون استخدامها بالطريقة التي يريدون.. يستطيعون فرض معاييرهم المزدوجة عليها بدلا من ميثاقها.. يستطيعون استخدامها كأي مؤسسة أخرى في الإدارة الأميركية".

وتسعى الأمم المتحدة إلى عقد مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية, بعدما جرت عدة جولات سابقة ولم يتم التوصل خلالها لاتفاق مشترك بين وفدي النظام والمعارضة  بسبب الخلاف على طريقة حل الأزمة والانتقال السياسي ومصير الأسد.

 سيريانيوز

 

 

 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved